مقدمة
على الحدود بين الأردن وفلسطين، يوجد واحد من أغرب الأماكن على سطح الأرض: البحر الميت. ورغم اسمه المثير للفضول، إلا أنه ليس بحرًا بالمعنى المعروف، بل هو بحيرة مالحة تُعد من أعجب الظواهر الطبيعية في العالم. هذا المكان يجمع بين الجمال والغرابة والخطورة في آن واحد، مما جعله مقصدًا للسياح والعلماء على حد سواء.

لماذا يُسمى البحر الميت بهذا الاسم؟
السبب بسيط ومثير: لا تعيش فيه أي كائنات بحرية مثل الأسماك أو النباتات المائية، بسبب ارتفاع نسبة الملوحة بشكل غير عادي. فالمياه المالحة جدًا تمنع أي حياة من الاستمرار داخله، ومن هنا جاء اسم “الميت”.

نسبة ملوحة غير طبيعية
إذا قارنا بين البحر الميت والمحيطات العادية، سنجد أن نسبة الملوحة فيه تزيد عشر مرات تقريبًا عن مياه البحار الأخرى. هذه الملوحة العالية تجعل من المستحيل الغوص فيه بالطريقة التقليدية، حيث أن جسم الإنسان يطفو تلقائيًا فوق سطح الماء، في تجربة فريدة لا يمكن للزوار أن ينسوها أبدًا.

فوائد صحية وعلاجية
رغم خطورته على الكائنات الحية، إلا أن البحر الميت يعتبر كنزًا طبيًا للبشر.
الطين الأسود الموجود في قاعه غني بالمعادن المفيدة للبشرة، ويُستخدم في أقنعة علاجية وتجارية عالمية.

أملاح البحر الميت تدخل في صناعة منتجات طبية وتجميلية لعلاج مشكلات الجلد مثل الصدفية والأكزيما.
المناخ المحيط به يساعد مرضى الجهاز التنفسي على التحسن بفضل انخفاض مستوى سطحه عن البحر بأكثر من 400 متر.
البحر الميت كوجهة سياحية
السياحة حول البحر الميت لا تقتصر على العلاج، بل تمتد لتشمل الاستمتاع بتجربة الطفو في مياهه المالحة، وزيارة المنتجعات الصحية المنتشرة في المنطقة. كذلك، فإن موقعه الجغرافي المميز بين الأردن وفلسطين يمنحه قيمة تاريخية وثقافية كبيرة.

خاتمة
البحر الميت ليس مجرد بحيرة مالحة، بل هو لوحة طبيعية نادرة تجمع بين الغرابة والجمال والفائدة. إنه يذكرنا بأن الطبيعة تخفي في طياتها أسرارًا مدهشة تستحق التأمل والاكتشاف. ومن يزور هذا المكان يدرك جيدًا أنه أمام ظاهرة جيولوجية وصحية فريدة لا مثيل لها في العالم.
اقرأ أيضا
- بحيرة بايكال: لؤلؤة سيبيريا الأعمق عالميا
- نوكتوريسم”Noctourism”: سحر السياحة الليلية وتجارب السفر تحت ضوء القمر
- البحر الميت: أخطر بحيرة مالحة في العالم
- جزيرة زنجبار: لؤلؤة المحيط الهندي وملتقى الحضارات
- مدينة البتراء الوردية: لؤلؤة الأنباط المنحوتة في الصخر
- حضارة الإنكا: أسرار إمبراطورية سكنت الغيوم وكتبت تاريخها بالحبال